تمثل الزكاة ركنا ماليا وتنظيميا مهما في بيئة الاعمال داخل المملكة العربية السعودية، حيث لم تعد مجرد التزام ديني فحسب بل اصبحت نظاما ماليا يخضع للوائح دقيقة واجراءات واضحة تشرف عليها الجهات المختصة، ومع صدور لائحة الزكاة المحدثة لعام 1445 هـ اصبح احتساب الزكاة اكثر ارتباطا بالقوائم المالية والافصاح المحاسبي، الامر الذي يفرض على الشركات فهما عميقا لبنود الميزانية وقائمة الدخل والتسويات الزكوية النظامية، خاصة مع التشديد على دقة البيانات وربطها المباشر بالاقرارات المقدمة، مما يجعل اي خطا في الفهم او التطبيق سببا مباشرا لحدوث فروقات زكوية او غرامات مالية.
مفهوم الوعاء الزكوي وفق لائحة الزكاة 1445 هـ
يعرف الوعاء الزكوي بانه الاساس الذي يتم على اساسه احتساب قيمة الزكاة المستحقة على المنشاة، وقد حرصت لائحة 1445 هـ على توضيح هذا المفهوم بشكل اكثر دقة لتقليل الاجتهادات المختلفة بين المكلفين، وربط الوعاء بشكل مباشر بمصادر الاموال لا باستخداماتها فقط، وهو ما يمثل تحولا مهما في طريقة الاحتساب مقارنة بالممارسات القديمة، ويوضح ما يلي مفهوم الوعاء الزكوي طبقا لما ورد في اللائحة:
- الوعاء الزكوي يمثل صافي الاموال الخاضعة للزكاة بعد اجراء التعديلات النظامية.
- يعتمد الاحتساب على مصادر التمويل مثل راس المال والارباح وليس فقط على الاصول.
- يشمل الاموال النامية القابلة للزيادة بطبيعتها.
- يتم تحديده في نهاية الفترة المالية الخاضعة للزكاة.
- يخضع للتسويات الزكوية المنصوص عليها في اللائحة.
- لا يتطابق بالضرورة مع صافي الربح المحاسبي.
- يتاثر بشكل مباشر بطريقة اعداد القوائم المالية.
القوائم المالية ودورها في احتساب الزكاة
تلعب القوائم المالية دورا محوريا في عملية احتساب الزكاة، حيث تمثل المصدر الرئيسي للمعلومات التي تعتمد عليها الجهة المختصة عند فحص الاقرار الزكوي، وقد نصت اللائحة بشكل صريح على ضرورة اعداد القوائم وفقا للمعايير المحاسبية المعتمدة داخل المملكة لضمان توحيد البيانات وسهولة المقارنة، وفيما يلي توضيح دور القوائم المالية في عملية الاحتساب الزكوي:
- قائمة المركز المالي تستخدم لتحديد عناصر الوعاء الزكوي.
- قائمة الدخل تساعد في تحليل طبيعة الارباح والخسائر.
- قائمة التدفقات النقدية توضح حركة السيولة والتمويل.
- الايضاحات المتممة تفسر البنود الزكوية الحساسة.
- القوائم غير المدققة قد تؤدي الى رفض الاقرار.
- اي اختلاف محاسبي يخضع لتسوية زكوية مستقلة.
- الالتزام بالمعايير السعودية شرط اساسي لقبول البيانات.
اقرأ أيضًا:- الزكاة والضرائب في السعودية ZATCA Topics
عناصر الميزانية الخاضعة للزكاة

حددت لائحة الزكاة 1445 هـ بشكل واضح البنود التي تعتبر خاضعة للزكاة ضمن الميزانية العمومية، وذلك بهدف منع الخلط بين الاصول الزكوية وغير الزكوية، وضمان احتساب الوعاء بطريقة عادلة تعكس النشاط الحقيقي للمنشاة، وفيما يلي اهم عناصر الميزانية التي تخضع للزكاة:
- النقدية بالصندوق والحسابات البنكية.
- الذمم المدينة التجارية قصيرة الاجل.
- المخزون بجميع انواعه.
- الاستثمارات المتداولة.
- الايرادات المستحقة غير المحصلة.
- المصروفات المدفوعة مقدما ذات الطابع التجاري.
- الارباح المرحلة غير الموزعة.
الاصول غير الخاضعة للزكاة في القوائم المالية
لم تعتبر اللائحة جميع الاصول الواردة في الميزانية خاضعة للزكاة، حيث تم استبعاد الاصول التي لا يتحقق فيها شرط النماء او التي تستخدم بشكل مباشر في تشغيل النشاط، وذلك لتفادي تحميل المنشاة اعباء زكوية غير عادلة، ويوضح ما يلي الاصول المستبعدة من الوعاء الزكوي:
- الاصول الثابتة المستخدمة في النشاط.
- المباني والمعدات والالات التشغيلية.
- الاصول غير الملموسة.
- الشهرة التجارية.
- الاستثمارات طويلة الاجل غير المتداولة.
- الاهلاك المتراكم.
- الاصول المحتفظ بها للاستخدام وليس للبيع.
العلاقة بين مصادر التمويل والوعاء الزكوي
ركزت لائحة 1445 هـ على مفهوم مصادر التمويل باعتباره حجر الاساس في تحديد الوعاء الزكوي، حيث يتم النظر الى كيفية تمويل الاصول الزكوية سواء من راس المال او من القروض او من الارباح المحتجزة، وهو ما يتطلب تحليلا دقيقا لبنود الخصوم وحقوق الملكية، وفيما يلي توضيح علاقة مصادر التمويل بالوعاء الزكوي:
- راس المال المدفوع يدخل بالكامل ضمن الوعاء.
- الارباح المحتجزة تعتبر من الاموال الزكوية.
- القروض قصيرة الاجل قد تخصم بشروط.
- القروض طويلة الاجل تخضع لطبيعة استخدامها.
- حقوق الملكية تمثل مصدرا رئيسيا للوعاء.
- اي تمويل موجه لاصول زكوية يؤثر على الاحتساب.
- تجاهل هذا التحليل يؤدي لفروقات زكوية كبيرة.
شاهد أيضًا:- قروض الشركاء الدائنة
دور هيئة الزكاة في فحص القوائم المالية
تتولى هيئة الزكاة والضريبة والجمارك مسؤولية فحص الاقرارات الزكوية والتحقق من صحة البيانات المالية المقدمة، ويتم ذلك من خلال اجراءات دقيقة تهدف الى ضمان العدالة والشفافية والالتزام التام باللائحة، وفيما يلي ابرز مهام الهيئة في عملية الفحص:
- مراجعة القوائم المالية المقدمة.
- مطابقة الارقام مع الاقرار الزكوي.
- تحليل الفروقات الجوهرية.
- طلب مستندات داعمة عند الحاجة.
- اجراء التسويات الزكوية النظامية.
- اصدار اشعار الربط الزكوي.
- اتاحة حق الاعتراض للمكلف.
الالتزامات القابلة للخصم زكويا طبقاً للائحة 1445 هـ

حددت لائحة الزكاة 1445 هـ الضوابط التي يتم على اساسها خصم الالتزامات من الوعاء الزكوي، حيث لم يعد الخصم يتم بشكل عشوائي او تلقائي كما كان في السابق، بل اصبح مرتبطا بطبيعة الالتزام وعلاقته المباشرة بتمويل الاصول الزكوية، وهو ما يتطلب فهما دقيقا لبنود الخصوم في القوائم المالية، ويوضح ما يلي اهم الالتزامات التي يسمح بخصمها زكويا:
- الدائنون التجاريون المرتبطون بالنشاط.
- المصروفات المستحقة غير المسددة.
- القروض قصيرة الاجل المستخدمة في تمويل اصول زكوية.
- الالتزامات المتعلقة بالمخزون.
- الزكاة المستحقة غير المسددة عن نفس الفترة.
- الالتزامات المثبتة نظاما في القوائم.
- الالتزامات التي لم يثبت استخدامها لتمويل اصول غير زكوية.
الفرق بين المعالجة المحاسبية والمعالجة الزكوية
تختلف المعالجة الزكوية عن المعالجة المحاسبية في العديد من الجوانب، وهو ما يسبب لبسا لدى كثير من الشركات، حيث تعتمد المحاسبة على معايير مهنية تهدف الى عرض عادل للوضع المالي، بينما تعتمد الزكاة على قواعد شرعية ونظامية تهدف الى تحديد الاموال النامية الخاضعة للزكاة، وفيما يلي اهم اوجه الاختلاف بين المعالجتين:
- الربح المحاسبي لا يمثل اساس احتساب الزكاة.
- بعض المصروفات المحاسبية لا تعترف بها زكويا.
- الاهلاك يعالج محاسبيا ويستبعد زكويا.
- المخصصات قد تقبل محاسبيا وترفض زكويا.
- الخسائر المرحلة تؤثر محاسبيا ولا تخصم زكويا.
- الاستثمارات طويلة الاجل تعامل بشكل مختلف.
- التسويات الزكوية ضرورية بعد اعداد القوائم.
التسويات الزكوية الناتجة عن القوائم المالية
بعد الانتهاء من اعداد القوائم المالية، يتم اجراء مجموعة من التسويات الزكوية للوصول الى الوعاء الصحيح، وتعد هذه المرحلة من اهم مراحل احتساب الزكاة، حيث يتم فيها تعديل الارقام المحاسبية لتتوافق مع متطلبات اللائحة، وفيما يلي اهم انواع التسويات الزكوية:
- استبعاد الاصول غير الخاضعة للزكاة.
- اضافة بنود تم خصمها محاسبيا وغير مقبولة زكويا.
- تعديل قيمة المخزون اذا تطلب الامر.
- اعادة تصنيف بعض الالتزامات.
- اضافة الارباح غير المعلنة.
- تسوية الفروقات الناتجة عن المعايير.
- الوصول الى الوعاء الزكوي النهائي.
للمزيد حول:- أصول حق الاستخدام والتزامات عقود الإيجار
اخطاء شائعة تؤدي الى فروقات زكوية

تقع العديد من الشركات في اخطاء متكررة عند احتساب الزكاة، وغالبا ما تكون هذه الاخطاء نتيجة ضعف الربط بين القوائم المالية ومتطلبات اللائحة، او الاعتماد على ممارسات قديمة لم تعد معتمدة، وفيما يلي ابرز هذه الاخطاء:
- الاعتماد على صافي الربح فقط.
- عدم استبعاد الاصول الثابتة.
- خصم التزامات غير مرتبطة بالنشاط.
- تجاهل التسويات الزكوية النظامية.
- استخدام قوائم مالية غير مدققة.
- عدم الافصاح الكامل في الايضاحات.
- التأخر في تقديم الاقرار الزكوي.
يعد احتساب الزكاة طبقا للائحة 1445 هـ عملية متكاملة تبدأ من الاعداد السليم للقوائم المالية ولا تنتهي الا بوصول الوعاء الزكوي الصحيح، حيث اصبح الربط بين المحاسبة والزكاة امرا حتميا لا يمكن تجاهله، وكلما التزمت الشركات بفهم اللائحة وتطبيقها بدقة كلما انعكس ذلك استقرارا ماليا ونظاميا، وساهم في تقليل النزاعات وتحقيق الامتثال الكامل داخل بيئة الاعمال السعودية.
الاسئلة الشائعة حول احتساب الزكاة
هل يتم احتساب الزكاة على صافي الربح؟
لا، يتم الاحتساب على الوعاء الزكوي وليس الربح المحاسبي.
هل تخضع الاصول الثابتة للزكاة؟
لا، اذا كانت مستخدمة في النشاط.
هل يمكن خصم جميع القروض؟
لا، يخصم فقط ما ثبت استخدامه في تمويل اصول زكوية.
هل يشترط تدقيق القوائم المالية؟
نعم، شرط اساسي لقبول الاقرار.
ما نسبة الزكاة المعتمدة؟
2.5% من الوعاء الزكوي.
يمكنكم متابعة شركة السلمي محاسبون على:-
