استرداد ضريبة القيمة المضافة لشركات الأدوية البيطرية يعد من الموضوعات المهمة التي تشغل اهتمام الكثير من المنشآت العاملة في هذا القطاع داخل المملكة العربية السعودية طبيعة نشاط الأدوية البيطرية وما يرتبط به من مبيعات خاضعة للنسبة الصفرية يؤدي في كثير من الأحيان إلى تكوين أرصدة ضريبية دائنة قابلة للاسترداد.
استرداد ضريبة القيمة المضافة لشركات الأدوية البيطرية

ورغم أن الاسترداد حق نظامي مكفول للمنشآت المسجلة إلا أن تحقيقه يتطلب التزامًا دقيقًا بالتصنيف الضريبي والتنظيم المحاسبي السليم:
- كثير من شركات الأدوية البيطرية تعمل في إطار نظامي صحيح إلا أن طبيعة النشاط تؤدي إلى تراكم رصيد ضريبي دائن نتيجة خضوع المبيعات للنسبة الصفرية مقابل تحمل ضريبة مدخلات بنسبة خمسة عشر بالمئة على عدد من المشتريات والخدمات المرتبطة بالنشاط وهو ما ينتج عنه رصيد ضريبة قيمة مضافة مستحق للاسترداد من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك.
- ورغم أن استرداد ضريبة القيمة المضافة حق نظامي مقرر للمنشآت المسجلة إلا أن تقديم طلب الاسترداد لا يعد إجراءً شكليًا بسيطًا بل يتطلب تجهيزًا دقيقًا ومستندات مكتملة وتنظيمًا محاسبيًا واضحًا لأن الفحص أو التفتيش الضريبي يعد أمرًا واردًا في أغلب الحالات خصوصًا عند وجود أرصدة كبيرة أو طلبات متكررة.
- فهم الصورة الكاملة قبل البدء في تقديم طلب استرداد ضريبة القيمة المضافة يساعد الشركة على تقليل الملاحظات وتسريع إجراءات الصرف وتجنب الرفض أو التأخير الناتج عن نقص البيانات أو عدم توافقها مع الأنظمة المعمول بها.
- أولًا المتطلبات الأساسية قبل تقديم طلب استرداد ضريبة القيمة المضافة تبدأ بإعداد كشف تفصيلي بالمبيعات خلال الفترات الضريبية محل الطلب ويجب أن يكون هذا الكشف واضحًا ومقسمًا حسب نوع المعاملة الضريبية بحيث يشمل المبيعات الخاضعة للنسبة الأساسية خمسة عشر بالمئة إن وجدت والمبيعات الخاضعة للنسبة الصفرية الخاصة بالأدوية البيطرية إضافة إلى المبيعات المعفاة من ضريبة القيمة المضافة في حال وجودها.
اقرأ أيضا:التدقيق والمراجعة Audit
إثبات خضوع مبيعات الأدوية البيطرية للنسبة الصفرية
إثبات خضوع مبيعات الأدوية البيطرية للنسبة الصفرية يعد عنصرًا محوريًا في قبول طلب الاسترداد حيث:
- يجب أن يكون التصنيف الضريبي لهذه المنتجات صحيحًا ومتوافقًا مع الأنظمة والتعليمات الصادرة من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك مع توفر مستندات داعمة توضح طبيعة المنتجات وعلاقتها المباشرة بنشاط الشركة المسجل.
- كما يلزم إعداد كشف تفصيلي بالمشتريات يوضح بوضوح المشتريات الخاضعة لضريبة القيمة المضافة بنسبة خمسة عشر بالمئة والتي يتم المطالبة باسترداد ضريبتها والمشتريات الخاضعة للنسبة الصفرية المرتبطة بشكل مباشر بنشاط الأدوية البيطرية مع التأكد من عدم إدراج أي مصروفات أو مشتريات لا ترتبط بالنشاط الخاضع للنسبة الصفرية.
- ميزان المراجعة الكامل والحديث للشركة يعد من المستندات الأساسية التي يتم الاعتماد عليها أثناء فحص طلب الاسترداد حيث يتم من خلاله مقارنة الأرقام الواردة في الإقرارات الضريبية مع السجلات المحاسبية والتأكد من وجود تطابق بين الأرصدة المحاسبية والضريبية.
- الفواتير الضريبية النظامية تمثل حجر الأساس في أي طلب استرداد ضريبة قيمة مضافة ويجب أن تشمل فواتير المشتريات الخاضعة للنسبة الأساسية وفواتير المشتريات الصفرية إضافة إلى فواتير المبيعات الصفرية مع التأكد من استيفائها لكافة متطلبات الفاتورة الضريبية المعتمدة من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك من حيث البيانات الإلزامية والتسلسل والتاريخ والقيمة.
الفحص أو التفتيش الضريبي

يعد مرحلة شائعة في طلبات استرداد ضريبة القيمة المضافة وغالبًا ما تقوم الهيئة بمراجعة الطلبات للتأكد من صحة البيانات المقدمة وسلامة التصنيف الضريبي وتوافق المستندات مع الأنظمة والتعليمات المعتمدة:
- خلال الفحص قد يتم طلب عينات من فواتير المشتريات سواء الخاضعة لنسبة خمسة عشر بالمئة أو الخاضعة للنسبة الصفرية مع طلب عينات من فواتير المبيعات الصفرية للتحقق من صحة تطبيق النسبة الصفرية على الأدوية البيطرية المباعة.
- كما يتم طلب مستندات إضافية تثبت العلاقة المباشرة بين المشتريات التي تم المطالبة باسترداد ضريبتها وبين نشاط الشركة الأساسي وذلك للتأكد من أن ضريبة المدخلات المطالب بها ترتبط بأنشطة خاضعة للضريبة أو للنسبة الصفرية وليست مصروفات عامة غير مؤهلة للاسترداد.
- القوائم المالية والسجلات المحاسبية التفصيلية تعد من العناصر الداعمة أثناء الفحص حيث يتم الرجوع إليها للتحقق من سلامة القيود المحاسبية وتوافقها مع الإقرارات الضريبية المقدمة خلال الفترات محل طلب الاسترداد.
- في الغالب تمنح هيئة الزكاة والضريبة والجمارك مهلة زمنية محددة لتقديم المستندات المطلوبة أثناء الفحص وقد تكون هذه المهلة واحدًا وعشرين يومًا أو حسب ما يتم تحديده في خطاب الطلب وهو ما يستلزم جاهزية كاملة وسرعة في تجهيز الملفات المطلوبة لتفادي أي ملاحظات أو جزاءات.
النقاط التي يجب الانتباه لها
توجد مجموعة من النقاط التي يجب الانتباه لها أثناء مرحلة الفحص الضريبي لأن إغفالها قد يؤدي إلى استبعاد جزء من الرصيد المطالب به أو تأخير صرف المبلغ أو رفض الطلب بشكل جزئي أو كلي:
- أي فواتير ضريبية غير مستوفية للشروط النظامية سواء من حيث البيانات أو الشكل أو التصنيف قد تؤدي إلى رفض استرداد الضريبة المرتبطة بها وهو ما يتطلب مراجعة دقيقة لجميع الفواتير قبل تقديم الطلب.
- المشتريات التي لا يوجد لها ارتباط مباشر بنشاط الأدوية البيطرية الخاضع للنسبة الصفرية قد يتم استبعادها من طلب الاسترداد حتى وإن كانت خاضعة لضريبة القيمة المضافة بنسبة خمسة عشر بالمئة لذلك يجب التأكد من سلامة الربط بين المصروف والنشاط.
- عدم التنظيم في حفظ المستندات أو نقص الملفات الداعمة أو عدم وضوح الكشوف المحاسبية قد ينتج عنه ملاحظات من قبل الفاحص الضريبي وهو ما يؤدي إلى إطالة مدة الفحص أو طلب مستندات إضافية أو تأخير صرف مبلغ الاسترداد.
- التطابق بين الإقرارات الضريبية المقدمة وميزان المراجعة والفواتير المحاسبية يعد من النقاط الجوهرية التي يتم التركيز عليها أثناء الفحص وأي فروقات غير مبررة قد تثير تساؤلات أو ملاحظات تؤثر على نتيجة الطلب.
أهمية التنظيم المحاسبي قبل التقديم على الاسترداد
التنظيم المحاسبي المسبق يمثل عاملًا حاسمًا في نجاح طلب استرداد ضريبة القيمة المضافة حيث يساعد على تقديم بيانات واضحة ومترابطة تعكس الصورة المالية الحقيقية للشركة دون تناقض أو غموض:
- وجود نظام محاسبي منظم يسهل عملية استخراج التقارير المطلوبة مثل كشوف المبيعات والمشتريات وميزان المراجعة ويقلل من احتمالية الوقوع في أخطاء رقمية قد تؤدي إلى ملاحظات أثناء الفحص.
- التنظيم الجيد للملفات المحاسبية يختصر وقت التجهيز ويجعل الشركة جاهزة لأي طلب مفاجئ من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك خلال فترة الفحص.
- الاعتماد على تصنيف واضح للحسابات يضمن سهولة ربط المشتريات الخاضعة بالأنشطة الصفرية ويعزز موقف الشركة عند مناقشة أي استفسارات ضريبية.
- توثيق جميع العمليات المحاسبية بشكل منتظم يساعد على تحقيق تطابق كامل بين الإقرارات الضريبية والسجلات المحاسبية وهو ما يدعم قبول طلب الاسترداد.
الأخطاء الشائعة التي تؤدي إلى تأخير استرداد ضريبة القيمة المضافة

تقديم طلب استرداد ضريبة القيمة المضافة دون مراجعة شاملة للفواتير يعد من أكثر الأخطاء شيوعًا التي تؤدي إلى تأخير الصرف أو طلب مستندات إضافية:
- عدم الفصل الواضح بين المبيعات الصفرية والمبيعات المعفاة قد يخلق لبسًا لدى الفاحص الضريبي ويؤثر على تقييم الطلب.
- إدراج مشتريات لا ترتبط مباشرة بنشاط الأدوية البيطرية ضمن طلب الاسترداد يؤدي غالبًا إلى استبعادها جزئيًا أو كليًا.
- وجود فروقات غير مبررة بين الإقرارات الضريبية وميزان المراجعة يثير الشكوك ويزيد من مدة الفحص.
- ضعف حفظ المستندات أو فقدان بعض الفواتير يجعل الشركة غير قادرة على الرد السريع على طلبات الهيئة خلال المهلة المحددة.
دور الفحص الضريبي في حماية حقوق الشركة
الفحص الضريبي لا يهدف فقط إلى المراجعة بل يساهم في التأكد من سلامة موقف الشركة الضريبي وحماية حقها النظامي في استرداد الرصيد المستحق:
- التعامل الاحترافي مع الفحص يعكس جدية الشركة والتزامها بالأنظمة والتعليمات المعتمدة.
- الاستعداد المسبق للفحص يقلل من التوتر ويجعل الرد على استفسارات الفاحص أكثر دقة ووضوحًا.
- التعاون وتقديم المستندات المطلوبة في الوقت المحدد يسرع من إنهاء إجراءات الفحص.
- الفحص المنظم يساعد الشركة على اكتشاف أي نقاط ضعف محاسبية والعمل على معالجتها مستقبلًا.
متى يكون طلب الاسترداد الخيار الأنسب للشركة
طلب استرداد ضريبة القيمة المضافة يكون مناسبًا عندما يتراكم رصيد ضريبي دائن لفترات متعددة دون وجود مخرجات ضريبية كافية لتسويته:
- الشركات التي تعتمد بشكل رئيسي على مبيعات صفرية مثل شركات الأدوية البيطرية تكون أكثر احتياجًا لتقديم طلبات الاسترداد.
- تقديم الطلب في الوقت المناسب يساعد على تحسين التدفقات النقدية للشركة.
- الانتظار لفترات طويلة دون استرداد قد يؤثر على السيولة المالية.
- التقييم الدوري للأرصدة الضريبية يساعد الإدارة على اتخاذ القرار المناسب بين الاسترداد أو الترحيل.
أثر استرداد ضريبة القيمة المضافة على التدفق النقدي
استرداد ضريبة القيمة المضافة ينعكس بشكل مباشر على تحسين السيولة النقدية للشركة:
- توفير سيولة إضافية يساهم في دعم العمليات التشغيلية وتمويل المشتريات المستقبلية.
- الاسترداد المنتظم يقلل من الضغط المالي الناتج عن تحمل ضريبة المدخلات.
- تحسين التدفق النقدي يساعد الشركة على التخطيط المالي بشكل أفضل.
- الاستفادة من الرصيد الضريبي المستحق تعزز الاستقرار المالي على المدى المتوسط والطويل.
السلمي محاسب قانوني
يعد السلمي محاسبون واحدة من الجهات المتخصصة في تقديم الخدمات المحاسبية والمالية باحترافية عالية، حيث تعتمد على خبرة عملية وفهم دقيق للأنظمة المالية والمحاسبية المعتمدة. تهدف السلمي محاسبون إلى مساعدة الشركات والمؤسسات على تنظيم حساباتها، إعداد التقارير المالية بدقة، وضمان الالتزام باللوائح والقوانين، بما يساهم في اتخاذ قرارات مالية سليمة ودعم النمو والاستقرار المالي للأعمال.
قد تهتم أيضا:أصول حق الاستخدام والتزامات عقود الإيجار
الخلاصة أن استرداد ضريبة القيمة المضافة حق نظامي مكفول لشركات الأدوية البيطرية متى ما توفرت الشروط النظامية وتم تطبيق التصنيف الضريبي الصحيح على المبيعات والمشتريات إلا أن النجاح في استرداد هذا الرصيد يعتمد بشكل أساسي على جاهزية الشركة محاسبيًا وتنظيم ملفاتها وفهم متطلبات الفحص الضريبي والالتزام بالشفافية والدقة في تقديم البيانات التجهيز المسبق والتأكد من سلامة المستندات والتوافق بين الأنظمة المحاسبية والضريبية يساهم بشكل كبير في تسريع إجراءات الاسترداد وتقليل الملاحظات وتحقيق الاستفادة الكاملة من الرصيد الضريبي المستحق دون تعقيدات أو تأخير.
ما هي ضريبة القيمة المضافة على الأدوية البيطرية
- ضريبة القيمة المضافة على الأدوية البيطرية في المملكة العربية السعودية تخضع في الغالب للنسبة الصفرية وفقًا للتصنيف المعتمد من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك وذلك عند استيفاء الشروط النظامية وتوافق المنتج مع التعريف المعتمد للأدوية البيطرية.
هل يحق لشركات الأدوية البيطرية استرداد ضريبة القيمة المضافة
- يحق لشركات الأدوية البيطرية استرداد ضريبة القيمة المضافة عندما يكون لديها رصيد ضريبي دائن ناتج عن تحمل ضريبة المدخلات مقابل مبيعات خاضعة للنسبة الصفرية بشرط صحة التصنيف الضريبي وتوفر المستندات النظامية المطلوبة.
ما أسباب تأخير استرداد ضريبة القيمة المضافة
- تأخير استرداد ضريبة القيمة المضافة غالبًا ما ينتج عن نقص المستندات أو عدم استيفاء الفواتير للمتطلبات النظامية أو وجود فروقات بين الإقرارات الضريبية والسجلات المحاسبية أو الحاجة إلى فحص ضريبي إضافي من قبل الهيئة.
