تعد قروض الشركاء الدائنة من الموضوعات الحساسة التي تؤثر على القوائم المالية والوعاء الزكوي، إذ يختلف أثرها باختلاف طريقة تصنيفها المحاسبي بين حقوق ملكية أو التزامات غير متداولة ويحتاج المحاسب إلى فهم دقيق لمفهوم قروض الشركاء الدائنة حتى يحدد المعالجة المناسبة التي تتوافق مع التعليمات النظامية وتتماشى مع المعايير المهنية.
قروض الشركاء الدائنة

قروض الشركاء الدائنة تعد من البنود الحساسة في الهيكل المالي للشركات لأنها تمثل أموالاً يضخها الشركاء لدعم النشاط دون تحويلها إلى رأس مال، مما يجعلها في منطقة وسط بين حقوق الملكية والالتزامات وتحتاج دائمًا إلى معالجة دقيقة في القوائم المالية:
- تظهر قروض الشركاء الدائنة عادة عندما تكون السيولة متطلبة للعمل اليومي أو لتمويل توسع سريع، فيلجأ الشركاء لتقديم مبالغ مالية لشركتهم بهدف استمرار النشاط، ويتم تسجيلها ضمن الالتزامات إذا وُجدت شروط واضحة للسداد وفق المعايير المحاسبية.
- تعتمد معاملة قروض الشركاء الدائنة على وضوح شروط القرض من حيث مدة السداد والعائد وطريقة السداد، حيث إن وجود عقد رسمي يحدد هذه التفاصيل يجعل التصنيف المحاسبي أقرب للالتزامات، بينما غيابها قد يجعل المعالجة أقرب لحقوق الملكية.
- تؤثر قروض الشركاء الدائنة بشكل مباشر على المؤشرات المالية مثل معدل المديونية والسيولة ونسبة التمويل الخارجي، لذلك يحرص المحاسبون على إظهارها بصورة عادلة لأنها قد تُستخدم في تقييم الملاءة المالية وتحديد المخاطر المرتبطة بالنشاط.
- تلعب قروض الشركاء الدائنة دورًا مهمًا في المعالجة الزكوية والضريبية، لأن تصنيفها كالتزام أو كحق ملكية قد يغيّر قيمة الوعاء الزكوي، مما يفرض على المنشآت إعداد مستندات دقيقة لضمان سلامة التطبيق أمام الجهات الرقابية.
قروض الشركاء الدائنة في المنشآت الفردية
تأخذ قروض الشركاء الدائنة في المنشآت الفردية طابعًا مختلفًا، إذ تُعامل في أغلب الحالات كجزء من حقوق المالك لأنها لا تخضع لفكرة الشراكة المتعددة، وبالتالي يُدرج المبلغ ضمن حقوق الملكية مباشرة دون اعتبارها التزامًا:
- ويعود هذا التصنيف إلى أن المنشأة الفردية ليس لها شخصية اعتبارية مستقلة عن صاحبها، مما يجعل قروض الشركاء الدائنة أشبه بضخ إضافي لرأس المال وليس تمويلًا مستحق السداد في تاريخ محدد ويظهر ذلك بوضوح عند إعداد قائمة المركز المالي.
- ويستفيد المحاسب من هذا التصنيف لأنه يوضح طبيعة العلاقة بين المالك ومنشأته بصورة تعكس الواقع المالي، فالقرض هنا لا يمثل التزامًا فعليًا يمكن المطالبة به من طرف خارجي بل هو حركة داخلية بين المالك وكيانه التجاري.
- ويساعد تصنيف قروض الشركاء الدائنة كحقوق ملكية في تقليل التعقيدات المحاسبية المتعلقة بالالتزامات طويلة الأجل، ويعزز صورة رأس المال أمام الجهات الممولة، مما يساهم في تحسين مؤشرات الملاءة عند إجراء تقييم مالي.
- ويتعين على المحاسب الإفصاح عن هذه القروض بشكل واضح ضمن الإيضاحات المرفقة لتوضيح طبيعتها، لأن الإفصاح الصحيح يُجنب الالتباس ويعزز مصداقية التقارير المالية خاصة أثناء الفحص الزكوي والضريبي.
شروط معاملة القروض كالتزامات غير متداولة

تتطلب معاملة قروض الشركاء الدائنة كالتزامات غير متداولة توافر مجموعة من الشروط التي تمنحها الصفة القانونية والمالية اللازمة لتصنيفها كالتزام قابل للسداد، وهو ما يجعل المحاسب أكثر حرصًا على استيفاء هذه المتطلبات:
- وتبدأ الشروط بضرورة وجود قوائم مالية معتمدة تظهر فيها قروض الشركاء الدائنة مصنفة ضمن الالتزامات طويلة الأجل، حيث يُعد الاعتماد الرسمي من محاسب قانوني من أقوى الأدلة على صحة التصنيف ويدعم ذلك توثيق محاضر قرارات الشركاء.
- ويتطلب التصنيف وجود عقد تمويل واضح يحدد مدة السداد وشروطه ومعدل العائد إذا وُجد، على أن يكون العائد متوافقًا مع أسعار السوق، لأن ذلك يثبت أن القرض معاملة مالية حقيقية وليست إضافة غير مباشرة لرأس المال.
- ويجب أن تكون الإجراءات المحاسبية للقرض متسقة خلال الفترات المالية دون تغيير غير مبرر، لأن التغيير المستمر في التصنيف يُضعف مصداقية القوائم المالية ويسبب تحفظات المراجع وربما اعتراضات الزكاة.
- ويشترط كذلك توفير الإفصاح الكافي عن تفاصيل قروض الشركاء الدائنة ضمن الإيضاحات المرفقة، لما للإفصاح من دور أساسي في دعم المعالجة وتسهيل قبولها عند التدقيق أو الفحص الزكوي، مما يعطي قوة أكبر للمركز المالي.
قد تهتم: خدمات الزكاة والضرائب
قروض الشركاء الدائنة في الشركات متعددة الشركاء
تتخذ قروض الشركاء الدائنة في الشركات متعددة الشركاء وضعًا مختلفًا، إذ يمكن أن تعامل كالتزامات إذا توفرت الشروط النظامية الموضحة، أو تعامل كحقوق ملكية إذا لم تتوافر عناصر السداد الواضحة ويعتمد ذلك على الشكل القانوني للشركة:
- وتحتاج الشركات التي تضم أكثر من شريك إلى توثيق كل قرض يُقدم من شريك إلى الشركة من خلال عقود واضحة تحدد الالتزامات المتبادلة، لأن ذلك يمنح القرض صفته الحقيقية ويمنع اعتباره ضخًا إضافيًا لرأس المال أو زيادة في حقوق الملكية.
- ويستفيد المحاسب من هذا التوثيق لأنه يوضح نية الشريك المقرض، هل يرغب في استرداد المبلغ أم يعتبره مساهمة دائمة؟ ويؤثر ذلك على تصنيف قروض الشركاء الدائنة ومستوى الالتزامات في قائمة المركز المالي بشكل مباشر.
- كما يساعد هذا التصنيف على حساب الوعاء الزكوي بدقة، حيث تُضاف الالتزامات طويلة الأجل في حالات محددة، بينما تُستبعد المبالغ المصنفة كحقوق ملكية، مما يجعل فهم التصنيف أساسًا لتجنب الفروقات الزكوية المحتملة.
- ويجب على الشركة الإفصاح بوضوح عن العلاقات المالية بين الشركاء والمنشأة لضمان الشفافية، لأن غياب الإفصاح يؤدي إلى تساؤلات أثناء الفحص ويضعف موقف الشركة أمام الجهات الرقابية.
تصنيف قروض الشركاء
تصنيف قروض الشركاء يساعد على تحديد ما إذا كانت القروض تُعامل كحقوق ملكية أو التزامات، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على القوائم المالية والوعاء الزكوي، ويعكس مستوى الالتزام بالمعايير المحاسبية:
- يتم تصنيف قروض الشركاء حسب شروط السداد ومدى وضوح العقد المبرم، إذ أن وجود عقد محدد المدة مع عائد متوافق مع السوق يجعل المعالجة أقرب للالتزام غير المتداول، بينما غيابه يميل إلى حقوق الملكية.
- يسهم تصنيف قروض الشركاء في توضيح المركز المالي للشركة، ويساعد المحاسبين على تقديم تقارير دقيقة توضح العلاقة بين الشركاء والمؤسسة، مما يعزز الشفافية ويقلل الخلافات أثناء الفحص المالي والزكوي.
- يؤثر التصنيف أيضًا على نسب الملاءة والتمويل في القوائم المالية، فتصنيف قروض الشركاء كالتزام يزيد من نسب المديونية ويحدد قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها، بينما تصنيفها كحق ملكية يقلل من نسب الديون الظاهرة.
- يحتاج المحاسب إلى توثيق تصنيف قروض الشركاء بشكل واضح في المستندات والعقود والقوائم المالية، لضمان قبول التصنيف أمام المراجع والجهات الرقابية، وحماية الشركة من أي فروقات مالية أو زكوية مستقبلية.
أثر تصنيف القروض على الوعاء الزكوي

يمثل تصنيف قروض الشركاء الدائنة أحد العوامل المؤثرة بقوة في حساب الوعاء الزكوي، إذ تختلف طريقة المعالجة بين كونها حقوق ملكية أو التزامات، مما يجعل القرار المحاسبي ذا أثر مالي مباشر قد يصل إلى فروقات كبيرة أثناء الفحص:
- ويستثنى عادة ما يصنف كحقوق ملكية من الإضافة إلى الوعاء الزكوي، لأنه لا يُعتبر التزامًا على الشركة، بينما قد تُضاف الالتزامات غير المتداولة إلى الوعاء حسب نوع النشاط وطبيعة القوائم المالية، مما يوضح أهمية التصنيف الدقيق.
- ويحتاج المحاسب إلى تحليل القوائم المالية وتوثيق سبب التصنيف بشكل كامل، لأن ذلك يسهم في توضيح الأساس الذي اعتمدت عليه المنشأة عند معالجة قروض الشركاء الدائنة ويمنع الاعتراضات عند التدقيق.
- ويتطلب الأمر كذلك مراجعة العقود ومحاضر الشركاء للتأكد من صحة البيانات قبل اعتماد القوائم، لأن أي خطأ في التوثيق سيؤدي إلى نتائج مختلفة في احتساب الزكاة وربما غرامات أو فروقات مالية.
- وتحتاج المنشآت إلى التواصل المستمر مع الخبير الزكوي للتأكد من توافق تصنيف قروض الشركاء الدائنة مع اللوائح المعمول بها، خاصة أن بعض الأنشطة لها أحكام مختلفة في المعالجة الزكوية.
دور المحاسب في معالجة قروض الشركاء الدائنة
يقع على المحاسب مسؤولية كبيرة في تحديد المعالجة الصحيحة لقروض الشركاء الدائنة من خلال فحص العقود والمستندات وتطبيق المعايير المحاسبية واللوائح الزكوية بطريقة متوازنة تحقق الشفافية والدقة:
- ويحتاج المحاسب إلى معرفة تفاصيل العلاقة بين الشركاء والمنشأة حتى يحدد ما إذا كان القرض يمثل التزامًا فعليًا أم ضخًا في رأس المال، لأن القرار يعتمد على فهم خلفية العملية وليس على القيمة فقط وهذا يتطلب خبرة عملية واسعة.
- ويجب عليه التأكد من إثبات القروض بطريقة صحيحة في الدفاتر ومراجعة القوائم المالية للتأكد من اتساق التصنيف عبر السنوات، لأن التباين دون مبرر يعرض الشركة للمساءلة ويقلل من جودة المخرجات المالية.
- كما يجب على المحاسب توثيق أسباب القرار المحاسبي في مذكرة عمل واضحة، حتى يستند إليها المراجع والجهات الرقابية عند الفحص، مما يحمي المنشأة من الخلافات ويعزز الثقة في منهجيتها المالية.
- ويعد تدريب فريق العمل على فهم قواعد تصنيف قروض الشركاء الدائنة خطوة أساسية تضمن جودة المعلومات المالية، لأن الأخطاء في هذا الجانب قد تؤدي إلى فروقات كبيرة في الوعاء الزكوي وتغيير قراءة الوضع المالي الحقيقي للشركة.
قد تهتم: محاسب قانوني بالرياض 2025
تظهر دراسة قروض الشركاء الدائنة أنها ليست مجرد بند مالي، بل هي عنصر استراتيجي يؤثر على القوائم المالية والحوكمة والوعاء الزكوي ويؤدي التصنيف الخاطئ إلى تغييرات كبيرة في نتائج الفحص، بينما يساعد التصنيف الصحيح على تحقيق الشفافية والاستقرار المالي وتحتاج المنشأة إلى توثيق شامل وفهم دقيق لكل القروض لضمان سلامة التقارير المالية والالتزام الكامل باللوائح النظامية.
هل يمكن تغيير تصنيف قروض الشركاء الدائنة من سنة لأخرى؟
- يجوز تغيير التصنيف بشرط وجود مبررات قوية وتعديل العقود والمستندات بما يتناسب مع المعالجة الجديدة، مع توثيق القرار والإفصاح عنه في الإيضاحات المرفقة للقوائم المالية.
هل تُضاف قروض الشركاء الدائنة دائمًا إلى الوعاء الزكوي؟
- لا، تُضاف فقط إذا صُنِّفت كالتزامات غير متداولة وفق الضوابط المحددة، بينما لا تُضاف إذا اعتُبرت حقوق ملكية ويعتمد الحكم على طبيعة القرض والمستندات الرسمية.
هل يشترط وجود عقد لاعتبار القرض التزامًا؟
- نعم، وجود عقد تمويل واضح ومحدد المدة شرط أساسي لتعامل قروض الشركاء الدائنة التزام طويل الأجل، إضافة إلى اعتماد القوائم المالية وإثبات القرض ضمن الالتزامات.
